بدأ جهاز الاتصال الخاص بإصدار أزيزه المزعج، مما أوقظ بوعمير من
قيلولته. استغرقه بعض الوقت كي يحدد مصدر الصوت، وعندما وصل أخيرا ورفع السماعة
كان انزعاج الرقم صفر واضحا.
"لماذا لم تجاوب بسرعة؟"
"يا أخي رقم صفر لماذا لا تستعمل الهاتف الخلوي كالجميع ألان؟
هذا الجهاز القديم من السبعينات متخلف جدا"
"أنت تعرف قواعد المنظمة. لا يجب التواصل إلا عبر الأجهزة
المعتمدة. من معي؟"
"بوعمير"
"ما قلة الانضباط هذه؟ أنت تعرف أنه لا يجب أن تستخدم اسمك. من
معي؟"
"اه، نسيت. معك الرقم خمسة. لك أكثر من عامان لم تتصل."
" لم تكن الأمور جيدة كما تعرف. المنطقة كلها على
نار."
"تيل مي أباوت ايت"
"يا سلام، لماذا تتكلم بالإنجليزية ؟ كل الهدف من هذه
الروايات أن نشجع الأطفال على القراءة بالعربية"
"يا أخي لا أحد يقرأ هذه الروايات اليوم. هناك انترنت والعاب
نينتندو واشياء أخرى"
"دعنا من هذه الأمور. هناك مهمة قادمة، من غيرك في المركز
السري ؟"
"لا أحد. غادر الجميع منذ أشهر. أنا وحدي. وحتى أنا أفكر بالهجرة
إلى فرنسا"
"ماذا؟ غادروا جميعهم؟ لماذا لم يبلغني أحد؟ كيف حصل هذا؟"
"يا سيد صفر، نحن اصبحنا في الأربعينيات من أعمارنا، لم نعد
مراهقين. ثم أن حضرتك توقفت عن دفع الرواتب منذ سنوات"
"وهل الهدف هو المال أم حماية الامة العربية من المؤامرات؟ يا
حيف."
"يا أخي بقينا هنا لأشهر ثم بدا الجميع بالتململ. ثم عندما بدأ
الربيع العربي، بدا الأخرون بالمغادرة "
"اعطني التفاصيل"
"بعد الثورة في تونس، قررت زبيدة العودة إلى بلدها والمشاركة في
النشاط السياسي"
"لا أسماء!"
"يا أخي، فقط حتى يفهم القراء"
"طيب، لكن هذا استثناء هذه المرة فقط. ماذا فعلت الرقم
سبعة؟"
"الحقيقة أنها تحجبت وعادت إلى تونس وانخرطت في حزب إسلامي
هناك. وهي مسؤولة عن قسم النساء هناك ألان."
"والرقم واحد؟ ماذا حصل للرقم واحد؟"
"دائما كان المفضل عندك الرقم واحد."
"لا أبدا، لكنني فقط أبدأ بالترتيب العددي"
"فقط لأنه مصري مثلك"
"من قال لك أني مصري"
"واضح من لهجتك"
"اه، صحيح. طيب ماذا حصل له؟"
"بعد الثورة المصرية، قرر أحمد أيضا العودة إلى مصر. ثم التحق بالإخوان
المسلمين. والأن هو في السجن بعد أن ألقي القبض عليه من قبل السلطة"
"يا حسرتي"
"أجل، حزنت إلهام جدا من أجله مع أنه صراحة كان حقيرا بتصرفه
معها ولم يتزوجها رغم أن العلاقة بينهما استمرت أعوم طويلة"
"وماذا فعلت الرقم ثلاثة؟"
"عادت إلى لبنان وهي تدرب المغنيات اللبنانيات على
الكاراتيه في الفيديو كليبات، وتفكر بالترشح في الانتخابات النيابية"
"وماذا عن الرقم اثنان؟
"عثمان هاجر إلى ألمانيا حيث التحق بالسيرك وهو يؤدي عرض يستعمل
فيه كرته المطاطية العجيبة"
"وماذا عن الرقم أربعة؟"
"اه، نعم، هدى من المغرب...."
"أجل؟ ماذا حل بها؟"
"كما تعرف كنا أنا وهدى في علاقة...."
"أنت تعرف أن هذا ضد قوانينا!"
"يا أخي ماذا تتوقع عندما تضع مجموعة من الشباب والشابات في بيت
واحد؟"
"يجب أن تفكروا في حماية الامة العربية لا هذه العلاقات
السخيفة"
"لكن أنظر الى جيمس بوند! هل تريدنا أن نكون رهبان؟"
"لقد خاب ظني بكم. أكمل عن هدى"
"صراحة أنه بعد سنين من هذه العلاقة بدأنا بالضرب على أعصاب
بعضنا فقررت هدى الرحيل. وهي تدير مطعما في باريس ألان."
"الرقم ستة؟"
"مصباح من ليبيا. شارك في الثورة الليبية وانشأ ميليشيا سلفية
لا زال يترأسها حتى الأن. وفعلا استفاد من تدريبه الجيد هناك."
"لا حول ولا قوة إلى بالله. الرقم ثمانية؟"
"فهد عاد هو الأخر إلى سوريا وشارك بالثورة. وانشأ فصيل يدعى
نمور الشام الاسلامية. ثم استحوذ على حقل نفطي ويعمل على تعزيز نفوذه ألان."
"والرقم تسعة؟"
"خالد من الكويت. رافق فهد في البداية، إلا أنه انفصل عنه بعد
أشهر والتحق بجبهة النصرة في سوريا وهو يقوم بتدريب أعضائها ألان مستخدما المهارات
التي دربته أنت عليها في الشياطين. أستغفر الله"
"تستغفر الله على ماذا؟"
"لماذا أسميتنا الشياطين؟"
"هل أنت الأخر أصبحت إسلاميا؟"
"لا، لكن تعرف كيف يكتشف العرب ورعهم عندما يتقدمون بالسن"
"وماذا عن الرقم عشرة؟"
"ريما عادت إلى الأردن وهي تعمل في جهاز الأمن الملكي
ألان"
"الرقم 11? هل أصبح سلفيا أيضا؟"
"لا، قيس عاد إلى السعودية وهو رجل أعمال الأن."
"والرقم 12?"
"اه باسم من فلسطين. أراد المغادرة لكنه لا يمكنه الحصول على
تأشيرة سفر إلى أي مكان بسبب جواز سفره الفلسطيني. وهو يملك مكتبة صغيرة ألان يبيع
فيها الكتب القديمة."
"والرقم 13?"
"رشيد من العراق. حصلت خلافات كثيرة بينه وبين بعض الأخرين لأنه
شيعي قبل أن يغادر هو الأخر. علمت مؤخرا أنه يقود ميليشيا عراقية في سوريا ويبدو
أنه هو وخالد يبحثان عن بعضهما هناك لتصفية حساباتهما القديمة."
"أذن الشياطين ألان تدب بينهم الخلافات الطائفية. يا للأسف."
"يا رقم صفر، أنت من زمن أخر. ماذا أيقظك ألان؟"
"هناك مهمة عاجلة يجب أن نقوم بها لحماية الأمة العربية"
"أنصحك بطلب المساعدة من الأمم المتحدة"
كان الأفضل ان تجعل الجملة الأخيرة (انصحك بطلب المساعدة من الولايات المتحدة) فهي التي تزعم التدخل الانساني لانقاذ العرب.
ReplyDelete